السبت، 8 أغسطس 2015
3:08 ص

درجة الحرارة في الوطن العربي : الذوبان تحت حرارة الشمس

أصيبت المنطقة خلال الأعوام السابقة بموجات حارّة مخيفة غير مسبوقة في الصيف ، وفي نفس الوقت شتاء غير مُعتاد تساقطت فيه الثلوج على معظم البلاد العربية ، على الرغم من أن أغلبية البلاد العربية لم تشهد الثلوج مُطلقاً ، وكما تقول كتب الجغرافيا دائماً : صيف حار ، وشتاء معتدل الحرارة..
وفي هذه الايام تحديداً فوجئت كل بلاد المنطقة بارتفاع درجة الحرارة بشكلٍ غير مسبوق، مع وجود ظروف معيشية غير مُؤهلة لمواجهة ذلك الإرتفاع؛ حيث يعيش الألآف من الأشخاص في ظروفٍ معيشية صعبة مُسبقًا.
في إيران؛ في مدينة “بندر ماهشار”؛ و صلت درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية، بالإضافة للرطوبة التي زادت من حدتها، فوصلت إلى أكثر من 73 درجة مئوية !
في منطقة وادي الموت في إيران أيضًا؛ لم يكن الأمر مختلفًا. فوفقًا لوكالة الأنباء “ABC”؛ وصلت درجة الحرارة إلى 56.7 درجة مئوية، دون حساب تأثير الرطوبة.
في العراق؛ تخطت درجة الحرارة حاجز الـ 50 درجة مئوية- نصف درجة الغليان – ، و زاد الوضع سوءًا بإنقطاع التيار الكهربائي لما يقرب من 20 ساعة يوميًا. فكان لا بد من الإستعانة ببعض الطرق المُستحدثة للتخفيف من قسوة الشمس
في بعض المناطق، كان الملاذ الأخير لهؤلاء المواطنين في هذا الجحيم؛ هو الهروب نحو المياه في قنوات الري الزراعية، أو المكوث في بعض الأسواق المُزوّدة بتكيفات هوائية. لكن أكثر ما يهدد هؤلاء الواقعين تحت خط الجحيم؛ هو إصابتهم ببعض المشاكل الصحية القاسية؛ كضربات الشمس، أو السكتة الدماغية.
في لبنان، و فلسطين؛ لم يختلف الوضع كثيرًا. حيث وصلت درجة الحرارة إلى حاجز الـ 45 درجة مئوية؛ و بانقطاع التيار الكهربائي في مدنٌ مختلفة في فلسطين تحديدًا؛ يُصبح الوضع جحيمًا مُطلق.
في الأردن؛ لم يقتصر الأمر على الحرارة العالية فحسب؛ بل ضربت البلاد عاصفة رملية قادمة من الشمال في سوريا؛ التي أزّمت الوضع أكثر في مخيمات اللاجئين، و مرت مُقتحمة بقوة غضبها مطار الملكة علياء، و مواقع أخرى في الأردن.

تغيُّر المناخ؛ أكبــر مُهدّد للبشرية !

في تقريرٍ لفريق من العلماء، و الخبراء الدوليين؛ مكوّن من 11 دولة؛ أوضحوا ضرورة أن تُتخذ قضية تغيُّر المناخ على محمل الجد كقضية أمن قومي؛ بسبب ما يسببه ذلك التغيُّر من خطرٍ على الصحة العامة للأفراد. في هذا الشأن؛ قال المسؤول في وزارة الخارجية البريطانية؛ “جويس آنيلي” أحد أعضاء الفريق:
“عندما نفكر في الحفاظ على سلامة بلادنا، دائمًا ما نأخذ في عين الإعتبار أسوأ السيناريوهات. و ما يجب أن تتجه إليه سياساتنا؛ بالإضافة إلى الإنتشار النووي، و مكافحة الإرهاب، و منع الصراعات؛ يجب أن يُأخذ تغيُّر المناخ بنفس الأهمية”
كما أوصى الفريق الحكومات في كافة الدول؛ بأن يؤخذ تغيُّر المناخ كقضية أمنٍ قومي، و وَضْع سُبل لتفادي إنتشاره، و تجنب سيناريوهات أكثر سوءًا يمكن أن تَحُل في البلاد حول العالم. يمكنك الإطلاع على التقرير كاملًا هنا.
و خلال التقرير؛ حدد الباحثون منطقة الشرق الأوسط، و شمال أفريقيا؛ كأكثر المناطق ضعفًا. حيث تواجه المنطقة عدة أزماتٍ أبرزها تصنيفها كمنطقة مليئة بالنشطة الإرهابية. و و ضع هؤلاء سيناريو متوقع؛ بأن كل ذلك؛ بالإضافة لتغيرات المناخ الجذرية؛ سيضطر الشعوب في تلك المنطقة بالهجرة لأماكن أخرى، متسببين في أزمات عالمية.
في منطقة الشرق الأوسط و نتيجة لتغيُّر المناخ؛ إجتاحت موجة حارة غير معهودة دول المنطقة قادمة من شبه الجزيرة العربية. يقول الدكتور “عبد العزيز الشمّري”؛ عضو الإتحاد العربي لعلوم الفضاء و الفلك؛ أن تلك الموجة الحارة؛ ناتجة عن تأثير الدورة الشمسية الـ 24 التي بدأت عام 2008، و ستنتهي في العام 2020.
أثناء حدوث تلك الدورات الشمسية؛ تحدث إنفجارات هائلة على سطح الشمس، مما يتسبب ذلك في إرسال موجات حرارية هائلة للأرض. حينئذٍ؛ يبدأ الإحتباس الحراري بالعمل؛ مُلقي بتأثيراته الهائلة على المنطقة.

هناك طرق بسيطة؛ وقائية لابد أن تتبعها لتجنب الإصابة بضربات الشمس خلال النهار. يتلخص أهمها في الآتي..
# الإحتماء قدر الإمكان في اماكن مُظللة أو المكوث في المنازل إذا لم يكن هناك أي ضرورة للخروج في ظل هذه الأجواء.
# الإكثار من شرب المياه الباردة، و المكوث في أماكن باردة قدر الإمكان؛ لكن ليس بشكلٍ مباشر.
# محاولة حماية الدماغ تحديدًا من أشعة الشمس المباشرة حين تكون خارج المنزل.
# إرتداء الملابس القطنية؛ فاتحة اللون؛ الفضفاضة، و الحد من بذل الكثير من المجهود دون حاجة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق